كلمة السيد مدير المكتبة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه إلى يوم الدين

المكتبات العامة هي ذاكرة الشعوب و حاملة تاريخها بأمجاده و بخيباته؛ المكتبة المحدودة مادياَ في جغرافيتها واللامحدودة في معناها، الممتدة إلى آفاق العلم والمعرفة وإبداع الإنسان. كل كتاب فيها موضوع على الرف هو حياة خالدة لكاتبها و لكلماتها. إن شبكة المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية على المستوى الوطني تعتبر أهم إنجاز ثقافي منذ الاستقلال سواء على مستوى الهياكل أو على مستوى الاستراتيجية الثقافية بعيدة المدى، فهذه الشبكة بملحقاتها المنتشرة عبر البلديات تأتي كتحدّ مهم في ظل العولمة وانحسار دور الكتاب كناقل كلاسيكي للمعرفة على حساب وسائط أخرى.

لكن رغم ذلك يبقى الكتاب كخير جليس في الأنام هو أصل كل معرفة وهو الحافظ لها حتى وإن كان محفوظاَ بوسائط لا ورقية، والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية تندوف والتي تحمل اسم العالم أبو القاسم سعد الله كواحد من كبار صناع المعرفة والكتاب في الجزائر تأسست في هذا الاتجاه لتوفير المعرفة المجانية للقارئ، رغم أن ضريبة المعرفة غالية من خلال مجهود تحصيلها، لكن من واجب الدولة أن تعمل على إتاحتها إلى القارئ.

إن توفير الكتاب للمواطن لا يقل أهمية على توفير الغذاء والعلاج الصحي بل ربما قد يكون أولوية ضرورية لأن عالم اليوم قد تغير؛ فقوة الذكاء أهم من قوة الجيوش.

عبد القادر مجناح